كان لدى الفراعنة اهتمام كبير بالعلاج بالأعشاب والنباتات الطبيه وواصلوا فيها الى تقدم اتاح لهم ابتكار عملية التحنيط بأستخدام بعض هذة الاعشاب والنباتات وكان عصر الزيوت فى ذلك الوقت ذا أهمية كبيرة ومنتشر فى شتى البقاع وتوارثت هذه المهنة عبر الأجيال وعبر العصور حتى يومنا هذا
منذ حوالى اكثر من 50 سنة كان هناك فى مدينة قوص وحدها أكثر من 20 معصرة يتم فيها عصر الزيوت وذلك لأستخدامها فى الحياه اليومية و فى الطهى كان اشهر انواع هذه البذور المعصورة بذرة الخـس
كان للحج احمد حنفـى دور كبير عصر زيت الخس فى ذلك الوقت حيث انه كان يمتلك اكثر من معصرة وتابع ذلك ابنه الحاج يونس احمد حنفى الشهير بيونس زارع وكان يتم عصر زيت الخس والقرطم والسمسم لأستخدامه فى الحياه اليوميه والاكل
ولا ننسى ايضا ان نذكر من التراث القديم يوم الاثنين ( يوم السوق ) فكان يتوافد على البلده اهل القرى المجاوره والبلاد الاخرى ليتم عصر بذور الخس فى مدينة قوص وذلك اما بشراء الزيت او استبدال بذور الخس بالزيت بل كان لكل عائله كبيرة وغنية فى ذلك الوقت المعصرة الخاصة بها التى تعصر فيها الخس بما يكفيها
فكان هناك سوق للمعاصر فى هذا اليوم وليس الزيت وحده بل مخلفات البذور بعد العصر كان يتم استخدامها كعلف للطيور والحيوانات
ومع ظهور زيت عباد الشمس وفول الصويا لجأ الناس إليه والأستغناء عن زيت الخس لأنه كان أصعب فى الحصول عليه وأغلى ثمنا منه.
وبذلك بدأت هذه المهنه فى الانقراض وظهر دور الحاج( يونس أحمد) وأولاده فى عصر بعض البذور الأخرى المستخدمه فى العلاج ( البذور النباتات الطبية ) مثل حبة البركه والجرجير والجزر وبقدونس والبصل ..... وغيرها.
لماذا معصرة الحاج يونس بالتحديد؟ على الرغم من وجود شركات اخرى يتم فيها عصر الزيوت !
فى معصرة الحاج يونس يتم استخلاص الزيوت بنفس الطريقه القديمة دون معالجة كميائية او معاملات حرارية بأستخدام الادوات البدائية ( الحجر ) وتسمى هذه الطريقة العصر على البارد والتى تتميز بها معصرة الحاج يونس دون عن غيرها من المعاصر الاخرى فى اى مكان اخر